top of page
بحث

خليل الجابر استضافة الأولمبياد مسألة وقت




محمود النصيري - الشرق القطرية


على مدار اكثر من عقدين من الزمان حرصت دولة قطر على اثبات وجودها كواحدة من ابرز عواصم الرياضة العالمية من خلال استضافتها للمئات من الاحداث الرياضية الكبرى التي رسخت مكانتها على خريطة الرياضة العالمية، بعدما اصبحت تحظى بثقة كبيرة من شتى الهيئات والمؤسسات الرياضية الدولية والاولمبية، لتصبح الدوحة الوجهة المفضلة لمختلف الاتحادات الدولية والوطنية لخوض غمار المنافسات وإجراء المعسكرات التحضيرية والتدريبية، حيث عرفت المراكز والمنشآت الرياضية القطرية خلال السنوات الأخيرة زخماً كبيراً وإقبالاً متزايداً، وسط إشادة الجميع بالوجود الجيد والحضور القوي الذي تسجله الكوادر القطرية والمرافق ذات المعايير العالمية. وساهم نجاح مونديال قطر 2022 في منح المنطقة الخليجية والعربية مكانة جديدة بعدما كسر النظرة النمطية الذي توارثها الغرب عن المنطقة برمتها بالاضافة الى الارث المستدام الذي تركه سواء على مستوى الخبرات الادارية او المنشآت العالمية.

الشرق التقت السيد خليل الجابر المدير التنفيذي للأكاديمية الاولمبية القطرية من اجل الحديث عن دور الاكاديمية في تعزيز الاداء العالي لدى الكوادر القطرية خلال استضافة الاحداث الكبرى ومدى تأثير ارث مونديال 2022 على المستوى الاقتصادي والسياحي والمجتمعي والاستعدادات لاسياد 2030، بالاضافة الى حلم استضافة الاولمبياد وغيره من الملفات الرياضية في هذا الحوار:


ما النتائج المترتبة على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 على البرامج الرياضية والاولمبية القطرية حاليا وفي المستقبل؟

في البداية نثمن الدور الكبير للإخوة في اللجنة العليا للمشاريع والارث واللجنة المنظمة لكأس العالم، قطر قدمت نسخة مونديالية من أفضل النسخ على مر التاريخ وذلك بشهادة الجميع، كما ان الكوادر التنظيمية القطرية تعد ارثا مستداما للدولة وللمنطقة برمتها، حيث استفاد الشباب القطري من تلك الخبرات بفضل التجربة التي عاشوها خلال اثنتي عشر سنة وتولدت لديهم كثير من المهارات التنظيمية، علينا مواصلة الاحاطة بهذه الخبرات وتزكيتها للاجيال المقبلة ضمن اجندة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار اهمية الموارد البشرية في ادارة وانجاح الاحداث الرياضية.

كما تشهد عملية التسجيل ببرامج الاكاديمية مشاركة باحثين في شهادات الدكتوراه من دول مجلس التعاون بالاضافة الى العديد من الكوادر الادارية المحلية التي تستفيد من برامجنا.



المنافسة في تنظيم اسياد 2030 كانت شديدة للغاية، ما الذي ميز الملف القطري لنيل شرف الاستضافة؟

دولة قطر تمتلك خبرة كبيرة في استضافة الاحداث الكبرى وخاصة الاسياد الذي استضافته في عام 2006 بنجاح منقطع النظير حيث تولدت الخبرات الكبيرة لدى كوادرنا، وهو ما منح الثقة للملف القطري لدى دول آسيا، كما ان الشخصيات الرياضية القطرية لها ثقلها بشكل عام على المستوى الآسيوي حيث يرأس كثير منهم الاتحادات الرياضية للعديد من الالعاب أو يتواجدون كنواب لرؤساء اتحادات آسيوية بالاضافة الى المنشآت الرياضية ذات المستوى العالمي وهو ما ساهم بشكل كبير في إقناع المنطقة بأن ملف قطر ملف متميز ويحتوي على كل مقومات النجاح.



كيف تسير خطط قطر لاستضافة الالعاب الاسيوية 2030؟

هناك ارتياح كبير على هذا المستوى حيث توجد لجنة مشكلة داخل اللجنة الأولمبية القطرية تدير هذا الملف بشكل احترافي، وقامت بالكثير من الاعمال على مدار الفترة الماضية على غرار «ملف ارث 21» حيث ساعدت دولة قطر العديد من الدول الصديقة في اسيا لاقامة المعسكرات قبل اولمبياد طوكيو، كما لن يكون هناك عبء كبير على اللجنة المنظمة في عملية البناء والتشييد وما شابه ذلك لأن الكثير من المنشآت موجودة بالفعل حيث تمتلك قطر أكثر من خمس وثمانين منشأة جاهزة للاستضافة ولن يكون لدينا حاجة لمنشآت اخرى الا اذا وجدت حاجة للتوسع، لكن ليس بذلك الكم الذي كنا نبحث عنه في عام2004 و2005 قبل استضافة نسخة 2006، حيث تحتوي أسباير على عدد كبير من المنشآت الرياضية، والملاعب المونديالية، أيضا لدينا مواقع متميزة مثل كتارا او ميناء الدوحة التي ستشهد اقامة بعض المنافسات مثل سباقات المياه المفتوحة أو سباقات الشراع أو ما شابه ذلك.

وبإمكاننا التأكيد على ان قطر جاهزة من الآن لاستضافة اسياد 2030، لا سيما وان الدوحة تستضيف سنويا ثمانين حدثا رياضيا اقليميا وقاريا وعالميا، والآن لدينا أجندة مزدحمة قوية جدا في العالم المقبل من خلال استضافة كأس اسيا لكرة القدم وبطولة العالم للسباحة وفي 2027 ستستضيف قطر بطولة العالم لكرة السلة، كما ان الاتحاد القطري للكرة الطائرة يبذل جهودا جبارة من اجل نيل شرف استضافة إحدى نسخ كأس العالم لكرة الطائرة، لذا فإن تنظيم البطولات العالمية مستمر في قطر بصورة سنوية.



تواصل قطر بذل الجهود في دعم وتطوير الحركة الأولمبية وفقاً لمبادئ الميثاق الأولمبي، اين تتموقع قطر على هذا المستوى؟

قطر تتواجد في العديد من اللجان صلب اللجنة الاولمبية الدولية، ونحن سعداء بوجود القائد الاعلى لهرم الدولة عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية بالاضافة الى سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني الذي يتواجد بإحدى أهم اللجان الخاصة باللاجئين.

بالإضافة إلى ذلك فإن اللجنة الأولمبية لديها برامج كثيرة مشتركة مع دولة قطر، حيث تساهم قطر في نشر الرياضة على مستوى الدولة وأيضا المناطق المجاورة، وخلال فترة جائحة كورونا كان هناك معسكر كبير للاجئين للدول التي تضررت من عملية الإغلاقات، وكانت دولة قطر محطة معتمدة من اللجنة الأولمبية الدولية بوجود كثير من اللاعبين الذين تحولوا من قطر الى طوكيو للمشاركة في الالعاب الاولمبية.



ما الدور الذي تضطلع به اللجنة الاولمبية في اعداد ملفات الاستضافة لكبرى البطولات العالمية في مختلف الالعاب؟ خلال الفترة السابقة تولدت طاقات مميزة لديها معرفة بإدارة الملفات، كما ان الاتحادات الرياضية تمتلك الكثير من الخبرات والكوادر في مختلف الاختصاصات للمساهمة في عملية إعداد وصياغة الملفات الرياضية، لذا فإن الشباب القطري يساهم بشكل كبير في عملية تحديد وإبراز شكل الملف حتى يتم تقديمه والعمل عليه منذ البداية حتى الانتهاء ويتم تقديمه بالشكل المناسب.



هل ترى ان تراكم الخبرات التنظيمية لدى الكفاءات القطرية يعزز مكانة قطر على خريطة الرياضة العالمية؟

طبعا بالتأكيد، قطر لديها قدرات بشرية جاهزة لتقديم كل سبل المعرفة أو نقل المعرفة من الأحداث أو من خلال ممارسة الأحداث الرياضية لأي دولة من الدول الشقيقة والصديقة، كما ان هناك الكثير من الدول التي تقوم بإرسال موفدين الى قطر لتحقيق اعلى درجات الاستفادة، لذا فإن اللجنة الاولمبية القطرية على اتم الاستعداد لإرسال خبراتها لمساندة الدول الصديقة إذا تم الطلب عن طريق اللجنة الدولية او غيرها من الجهات الرسمية.



ما مدى تأثير ارث كأس العالم لكرة القدم 2022 على المستوى الاقتصادي؟

قطر تمتلك الكثير من المنشآت الرياضية وغير الرياضية، فبالاضافة الى الملاعب ذات المتسوى العالمي توجد الفنادق والمساحات العامة المواقع السياحية، بالإضافة إلى أكثر من خمسة وثلاثين موقعا تدريبيا ومطار بمواصفات عالمية وغيرها من المنشآت التي ستبقى إرثا للاجيال المقبلة.

اليوم ايضا أصبحت قطر إحدى الدول التي تضاهي الدول الكبرى ذات السياحة العالمية، حيث تؤثر الاستضافات الرياضية على الحركة السياحية والاقتصادية للدولة التي تنتعش باستمرار.



كيف ستستفيد قطر من البنية التحتية لكأس العالم خلال استضافتها لبطولة آسيا 2023 وآسياد 2030 والعديد من البطولات العالمية الاخرى؟ تأثير ارث 2022 ليس فقط على كأس اسيا واسياد 2030 وانما سيشمل التأثير الايجابي كل البطولات التي تعتزم دولة قطر استضافتها في المستقبل، كما سينتفع بالمنشآت الرياضية كافة المجتمعات المحيطة بها في كل انحاء الدولة وهو ما يعزز تأثير الارث الرياضي في خدمة المجتمع مستقبلا.



بعدما رفعت قطر التحدي باستضافة بطولة كأس العالم كاول دولة في المنطقة، هل هناك خطة استراتيجية تمهد الطريق لاستضافة الاولمبياد؟

استضافة الاولمبياد حلم، وهي مسألة وقت فحسب واليوم قطر نظمت الكثير من الاحداث الرياضية على غرار الاسياد والالعاب العربية وغيرها من البطولات في مختلف الالعاب، لذا اعتقد ان قطر تمتلك كل مقومات الاستضافة وهي قادرة على تنظيم دورة الالعاب الاولمبية، واتمنى ان يتم منح قطر هذا الشرف لبرهنة قدراتها التنظيمية واللوجيستية مجددا وتأكيد مكانتها في خريطة الرياضة العالمية.



تشكل بطولة العالم للسباحة في قطر خطوة على طريق أولمبياد باريس 2024، ما يوفر فرصًا للسباحين والسباحات للتأهل إلى العرس الأولمبي، كيف تسير التحضيرات لهذا الحدث؟

كل الامور تسير كما هو مخطط لها، ومنذ اعلان فوز قطر بالاستضافة في 2016 تم تشكيل اللجنة المنظمة برئاسة سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني وكل اللجان المنضوية تحتها تعمل بشكل متواصل، حيث تم اختيار الفنادق وتم وضع كافة الخطط التشغيلية للمواصلات والاقامة مع الاستفادة من خطط اللجنة العليا للمشاريع والارث خلال استضافة قطر لمونديال 2022.

البطولة تتمركز في موقعين الاولى في قبة أسباير التي ستحتضن 4 مسابح بالاضافة الى مجمع حمد للرياضات المائية، والموقع الثاني هو ميناء الدوحة الذي سيشهد مسابقات المياه المفتوحة والقفز من المرتفعات. سيكون هناك زيارة مرتقبة للاتحاد الدولي الى قطر يوم غد وسيتم عرض متكامل عن اخر الاستعدادات لاستضافة مونديال السباحة الذي سيشهد مشاركة اكثر من 4 آلاف مشارك بالاضافة الى 5 آلاف مشارك في بطولة الماسترز التي ستقام مباشرة بعد بطولة العالم.

bottom of page